بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يقول الله تعالى في سورة عبس: 33ـ42
فإذا جآءت الصاخة... إلى قوله تعالى أولئك هم الكفرة الفجرة
فإذا جاءت صيحة القيامة التي تصخ الآذان حتى تكاد تصمها. في ذلك اليوم الرهيب يهرب الإنسان من أحبابه، من أخيه، وأمه، وأبيه، وزوجته وأولاده لإشتغاله بنفسه. لكل إنسان منهم في ذلك اليوم العصيب، شأن يشغله عن شأن غيره، فإنه لا يفكر في سوى نفسه، حتى إن الأنبياء صلوات الله عليهم ليقول الواحد منهم نفسي نفسي
وجوه في ذلك اليوم مضيئة مشرقة من البهجة والسرور، فرحة مسرورة بما رأته من كرامة الله ورضوانه، مستبشرة بذلك النعيم الدائم
ووجوه في ذلك اليوم عليها غبار ودخان، تغشاها وتعلوها ظلمة وسواد، أولئك الموصوفون بسواد الوجوه، هم الجامعون بين الكفر والفجور
دلت الآيات على ما يأتي
إذا جاءت صيحة القيامة وهي النفخة الثانية أو الأخيرة، والتي يهرب في يومها الأخ من أخيه، والولد من والديه، والزوج من زوجته وأولاده، لانشتغاله بنفسه، يكون لكل إنسان يومئذ حال أو شغل يشغله عن غيره
جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً قلت : يا رسول الله! الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: يا عائشة، الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض
يكون الناس يوم القيامة فريقين: فريق وجوههم مشرقة مضيئة، مسرورة فرحة مستبشرة بمل آتاها الله من الكرامة، قد علمت ما لها من الفوز والنعيم، وهي وجوه المؤمنين
وفريق وجوههم يعلوها غبار ودخان تغشاها ظلمة وسواد، وهي وجوه الكافرين بالله وبرسله، العاصين الكاذبين المفترين على الله تعالى
المراجع: صفوة التفاسير محمد علي الصابوني رحمه
التفسير المنير د. وهبة الزحيلي حفظه الله