نور الهدى عضو سوبر
عدد الرسائل : 527 تاريخ التسجيل : 20/02/2007
| موضوع: الأحاديث الضعيفة في أشراط الساعة الكبرى الأربعاء أبريل 30, 2008 6:49 am | |
| الأحاديث الضعيفة في أشراط الساعة الكبرى
بذل المحدِّثون، جزاهم الله خيراً، الأقدمون منهم والمُحدَثون، جهدهم في تمييز صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم من ضعيفه، وكتبوا فيه مجلدات، دلت على رسوخ علمهم، ودقة نظرهم، واتساع معرفتهم برجال الحديث وتاريخهم. وإذا كان قد اختلف بعض المحدثين في الأخذ بالحديث الضعيف، في فضائل الأعمال فقط، إلا أنهم وضعوا شروطاً للعمل به، لا تنطبق على مسائل العقائد والغيبيات والأحكام الشرعية. ولذلك فإنه لا يمكن الاستشهاد بالأحاديث الضعيفة في موضوع الساعة وأشراطها، بخلاف من يحطتب بليل فيجمع في هذا الموضوع ما هب ودب فلا يميز بين صحيح الأحاديث وضعيفها. ولقد قرأت في موضوع الساعة وأشراطها على الشبكة في موقع جمع صاحبه فيه الضعيف والصحيح من الأحاديث وبنى عليها نتائج جاءت متناقضة لتناقض مقدماتها وضعف سندها، مع ادعاءات غير علمية ذكرها في صفحته الرئيسية.
وإن كنا نحسن الظن بإخواننا المسلمين، فإن هذا لا يمنع من عنده علم في هذا الموضوع أن يبين الصواب من الخطأ لتعم الفائدة بين المسلمين. لذلك حرصت في هذه العجالة أن أورد ما تيسر لي من هذه الأحاديث التي لا تصح ليكون القارئ على بينة من أمره، حتى إذا ما أتى أمر الله تعالى عرف واهتدى. وسوف أضيف - بإذن الله - ما أستطيع جمعه من الأحاديث الضعيفة كلما سنحت لي الفرصة.
نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يهدينا ويهدي بنا، آمين. وصلى الله على النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
* * *
* السفياني:
- ورد ذكر السفياني - وهو حاكم ظالم حسب الأحاديث- في عدة روايات لا تعدو أن تكون ضعيفة في أحسن أحوالها؛ منها ما رواه الحاكم في مستدركه على الصحيحين ( ج4 ص 431 كتاب الفتن والملاحم ) قال: حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا إيراهيم بن الحسين الهمداني، ثنا عمر بن عاصم الكلبي، ثنا أبو العوام القطان، ثنا قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يبايع لرجل من أمتي بين الركن والمقام كعدة أهل بدر فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام، فيأتيهم جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم. ثم يسير إليه رجل من قريش[1] أخواله كلب فيهزمهم الله ". قال: وكان يقال: " إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب " [2]. ولم يعلق عليه الحاكم، وإنما قال الذهبي: قلتُ: أبو العوام عمران ضعّفه غير واحد، وكان خارجياً. وهو مخرج في ( الضعيفة للألباني برقم 1965 ).
- وروى أبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة، فيخرجوه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من الشام، فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك، أتاه أبدال الشام، وعصائب أهل العراق فيبايعونه [بين الركن والمقام]. ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب، فيبعث إليهم بعث فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال، ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه و سلم، ويُلقي الإسلامُ بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين، ثم يُتوفّى ويصلي عليه المسلمون." ( ضعيف سنن أبي داود للألباني- رقم 921 ). ومن تأمل هذا الحديث والذي قبله يعلم ما بينهما من التناقض.
- وقال أيضاً: حدثنا سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة t مرفوعاً: " المحروم من حرم غنيمة كلب ولو عقالاً. والذي نفسي بيده لتباعن نساءهم على درج دمشق حتى تردّ المرأة من كسر يوجد بساقها ". ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ( ج4 ص 431-342 كتاب الفتن والملاحم ) وعقب الذهبي بقوله: "صحيح". لكن الحديث فيه كثير بن زيد وقد أورده الحافظ الذهبي نفسه في كتابه ( ميزان الاعتدال 3/6938 ) قال: "قال أبو زرعة: صدوق فيه لين. وقال النسائي: ضعيف. وروى ابن الدورقي عن يحيى: ليس به بأس. وروى ابن أبي مريم عن يحيى: ثقة. وقال ابن المديني: صالح، وليس بقوي." اهـ وقد قال عنه الألباني: ضعيف ( الصحيحة 4/328 ).
- وقال أيضاً ( ج4 ص468 كتاب الفتن والملاحم ): أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن، ثنا الفضل بن محمد بن المسيب، ثنا نعيم بن حماد، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا الوليد بن عياش أخو أبي بكر بن عياش عن إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود t: قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إحذر سبع تكون بعدي. فتنة تقبل من المدينة، وفتنة بمكة، وفتنة تقبل من اليمن، وفتنة تقبل من الشام، وفتنة تقبل من المشرق، وفتنة تقبل من المغرب، وفتنة من بطن الشام وهي السفياني ". قال: فقال ابن مسعود: منكم من يدرك أولها ومن هذه الأمة من يدرك آخرها. قال الوليد بن عياش: فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير، وفتنة مكة فتنة عبد الله بن الزبير، وفتنة الشام من قبل بني أمية، وفتنة المشرق من قبل هؤلاء. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. فعقب عليه الذهبي بقوله: قلتُ: هذا من أوابد نعيم بن المهدي. وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 1870 ).
* الدابة:
- "تخرج الدابة، ومعها عصا موسى عليه السلام، وخاتم سليمان عليه السلام، فتختم الكافر بالخاتم، وتجلو وجه المؤمن بالعصا، حتى أن أهل الخوان ليجتمعون على خوان، فيقول هذا: يا مؤمن ، ويقول هذا: يا كافر ". (الضعيفة 1108، وضعيف سنن ابن ماجة رقم 881).
- "بئس الشِّعْب جياد - مرتين أو ثلاثاً - قالوا: وبم ذلك يا رسول الله ؟ قال: تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها مَن بين الخافقين ". (الضعيفة 3376).
- عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: ذهب بي رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى موضع بالبادية، قريب من مكة، فإذا أرض يابسة، حولها رمل، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "تخرج الدابة من هذا الموضع". فإذا فِتْر في شبر. قال ابن بريدة: فحججتُ بعد ذلك بسنين فأرانا عصاً له، فإذا هو بعصاي هذه، هكذا وهكذا. ( ضعيف جداً؛ ضعيف سنن ابن ماجة رقم 882 ).
| |
|